الشبكة العربية للمرأة الريفية و البدوية و الساحلية
أهمية تمكين المرأة الريفية والبدوية والساحلية
تعمل المنظمة العربية للتنمية الزراعية على تنفيذ إستراتيجيتها للتنمية الزراعية المستدامة (2020–2030)، التي تهدف إلى: تحوّل النظم الزراعية والغذائية، وحسن إدارة الموارد الطبيعية، وتعزيز التكامل الزراعي والتجارة البينية، وتنمية وازدهار الريف، وإنتاج المعرفة الزراعية وإتاحتها فنيًا ومؤسسيًا. وكانت قضية الأمن الغذائي والتنمية الريفية في أعلى سلم الأولويات التي تتطلب تدخلات على المستوى الكلي من دعم لتصميم السياسات والاستراتيجيات ومراجعة التشريعات، وبناء القدرات الوطنية، والدعم المؤسسي للهياكل التي تعمل في مجالات التنمية الزراعية، إضافة إلى إنتاج المعارف الزراعية ومشاركتها مع الدول العربية. وكان بناء الشراكات والتشبيك إحدى أهم هذه التدخلات.
وتعمل المنظمة على إدماج البعد النوعي وتمكين المرأة في جميع برامجها ومشروعاتها، وتولي المرأة الريفية اهتماما خاصا، كونها إحدى رافعات التنمية المستدامة بالمنطقة العربية، فهي تشكل الدعامة الأساسية التي يقوم عليها القطاع الزراعي في جل بلدان العالم بما فيها بلدان العالم العربي. فالنساء المشتغلات بالزراعة هن المسؤولات عن نصف إنتاج الأغذية في العالم، وتنتجن ما بين 60-80% من الأغذية التي تستهلك في نطاق الأسرة. وترتفع نسبة العاملات في القطاع الزراعي في مناطق من آسيا وإفريقيا، والتي ينتمي إليها وطننا العربي جغرافيا، لتصل إلى أكثر من 60 %.
وبذلك فإن النساء يضطلعن بدور هام وحيوي في تحقيق الأمن الغذائي بصفتهن عاملات في الأعمال الزراعية، ويساهمن في ازدهار القطاع الزراعي الذي يعتبر قطاعا استراتيجيا، كما يساهمن في استدامة المزارع العائلية الصغرى. كما تلعب النساء دورًا حيويًا في إعمار الريف وحمايته من التصحر البيئي والسكاني. غير أن تحديات عديدة ذات طابع اجتماعي واقتصادي وثقافي وهيكلي لا تزال تواجه النساء في المناطق الريفية، وتعيق نفاذهن إلى المعلومات وحصولهن على المعارف والمؤهلات التقنية المتخصصة، كما تحول دون حصولهن على وسائل الإنتاج والتكنولوجيات الحديثة والخدمات المالية والمهنية، وتمنع نفاذهن إلى مسالك التجارة المربحة.
وتتحمّل المرأة الريفية أعباء ومسؤوليات إضافية دون أن تتمتع بحرية كافية للمشاركة في اتخاذ القرار والوصول للموارد. ويشكل ارتفاع نسبة الأمية لدى النساء في المناطق الريفية، ونقص البنية التحتية والمرافق، وغياب خدمات الجوار بما فيها تلك المتعلقة برعاية الأطفال وكبار السن، وقلة فرص التشغيل اللائق، عوائق إضافية تثقل كاهل النساء الريفيات وتحدّ من مردود عملهن وتبقي على أغلبهن في دائرة الفقر والتهميش والهشاشة الاجتماعية. وتؤكد الأدلة أنه بينما تتزايد مشاركة الريفيات في قطاع الزراعة في كثير من المناطق في وطننا العربي، إلا أنها تتركز في العمل الموسمي أو العمل غير المأجور. وتتقاضى النساء أجورًا أقل، وتواجههن ظروف عمل غير لائقة مقارنة بالرجال الذين يقومون بأعمال مماثلة.
في حين تبين الدراسات أن الاستثمار في التمكين الاقتصادي والاجتماعي للنساء له انعكاس مباشر على التنمية المستدامة وعلى مقاومة الفقر. إذ أنّ رفع دخول النساء له أثر ايجابي ومباشر على تغذية الأطفال وصحتهم ودراستهم، مما يساهم في كسر حلقة الفقر المتوارث عبر الأجيال. هذا علاوة على أن تمكين النساء في المناطق الريفية من شأنه رفع الإنتاج الزراعي والغذائي بنسب تتراوح بين 20 و30 ℅ وزيادة إجمالي المخرجات الزراعية من 2.5- 4%، تبعا لنتائج بعض الدراسات، مما يعمل على رفع مستويات الأمن الغذائي بالتالي.
ومن هذا المنطلق واتساقا مع أهداف التنمية المستدامة 2030، وخاصة الهدفين الثاني والخامس المتعلقين بالقضاء على الجوع وتحقيق المساواة بين الجنسين، وفي إطار الإستراتيجية العربية للتنمية الزراعية المستدامة 2020 – 2030، أدرجت المنظمة العربية للتنمية الزراعية ضمن خطة عملها برنامجا رئيسيا للمساهمة في ازدهار الريف يقوم على التخفيف من معدلات الفقر في الريف العربي وتعزيز دور المرأة العربية في التنمية.
قرار إنشاء الشبكة العربية للمرأة الريفية والبدوية والساحلية
تحرص المنظمة العربية للتنمية الزراعية على بلورة رؤية عربية مشتركة حول تمكين المرأة الريفية. ومن هنا أتت فكرة إحداث شبكة للمرأة العربية في المجتمعات الريفية والبدوية والساحلية. وتشكل هذه الشبكة آلية مثلى لتسليط الضوء على واقع المرأة الريفية وتثمين مساهماتها في تحقيق الأمن الغذائي والتنمية المستدامة من ناحية، وتيسير التواصل وتبادل التجارب والخبرات بين القائمين على تنمية المرأة الريفية في الوطن العربي من ناحية أخرى. كما تمثل هذه الشبكة فضاء مناسبا لتعزيز التنسيق والتشاور بين الهياكل الوطنية والمنظمة العربية للتنمية الزراعية في كافة المجالات ذات العلاقة بتمكين المرأة الريفية.
تم إنشاء الشبكة العربية للمرأة الريفية والبدوية والساحلية تبعا للقرار رقم (13/45 م ت/ 2016) الصادر عن المجلس التنفيذي للمنظمة في دورته رقم (45) المنعقدة بالخرطوم يوم الثلاثاء 12 يناير 2016 م، والذي أقرّ بإحداث شبكة للمرأة العربية في المجتمعات الريفية والبدوية والساحلية، تم بموجبه تشكيل لجنة توجيهية أعضاؤها من الدول العربية من الوزارات التي تعنى بملفات تنمية المرأة الريفية سواء في وزارات الزراعة أو وزارات المرأة. ويفتح الترشيح للدول العربية لتسمية المنسقين بخطابات رسمية تعتمدها المنظمة العربية للتنمية الزراعية ولا يتم تغيير المنسقين إلا عبر خطاب رسمي من الوزارة.
رؤية ومهمة وأهداف الشبكة
رؤية الشبكة: النساء فاعلات ومتساويات في تحقيق التنمية.
مهمة الشبكة: المساهمة في تنمية المرأة وتفعيل دورها في التنمية الزراعية المستدامة والامن الغذائي.
أهداف الشبكة
- دعم نقل المعارف وتبادل الخبرات إقليميا ودوليا.
- بناء وتطوير القدرات والدعم المؤسسي للمرأة الريفية والشركاء الفاعلين في مجال التنمية الريفية.
- المساهمة في تسهيل الوصول إلى التمويل وتعبئة الموارد.
- تحسين الشراكات والتنسيق والتشبيك على المستوى القطري والإقليمي والعالمي.
- المساهمة في بناء قواعد للبيانات للمرأة الريفية بالوطن العربي.
مجالات التدخل التي تركز عليها الشبكة كمسرعات ومحفزات لتحقيق التنمية للمرأة الريفية:
- تعزيز المؤسسات والحوكمة (التوصيات والإصلاحات المتعلقة بالتشريعات والسياسات).
- تحوّل النظم الزراعية والريفية (من خلال: إنترنت الأشياء والرقمنة والتقانات).
- تعزيز أنظمة غذائية مرنة ومستدامة وذكية مناخيا (ريادة الأعمال والابتكار).
- تعزيز وجود آليات وأدوات التمويل المستدام.