الدولة: الجمهورية الجزائرية الديمقراطية الشعبية
اسم السيدة : حليمة خالد
مكان التجربة: حليمة والكينوا: حكاية تمكين نساء ريفيات من واحات الجزائر
روبورتاج حول
حليمة والكينوا: حكاية تمكين نساء ريفيات من واحات الجزائر
من إعداد:
• السيدة خلفاوي نبيلة / مهندسة رئيسية مختصة في الاقتصاد الريفي و الفلاحي و رئيسة الخلية الوطنية لتأطير المرأة الريفية بالمعهد الوطني للإرشاد الفلاحي
• الانسة خالـــــــــد حـــــليمة /مهندسة رئيسية في فلاحة ومديرة مزرعة البرهنة وانتاج البذور –ألأغفيان- المعهد التقني لتنمية الزراعة الصحراوية- بسكرة-
في أعماق الجنوب الجزائري، حيث تمتد واحات وادي ريغ ببساطها الأخضر في قلب الصحراء، التقينا بـحليمة، مهندسة فلاحية ذات رؤية استثنائية، تمكنت من تحويل محصول غريب عن بيئتنا إلى مصدر تمكين للنساء ومصدر أمل لاقتصاد محلي جديد. إنها تجربة رائدة في إدماج النساء الريفيات في سلسلة إنتاج وتحويل الكينوا، تلك النبتة القادمة من جبال الأنديز، والتي أصبحت اليوم أحد الرموز الناشئة للزراعة الذكية في الجزائر.
سؤال 1: كيف دخلت الكينوا إلى الجزائر، ولماذا اخترتِ الاشتغال بها تحديدًا؟
الكينوا دخلت إلى الجزائر نهاية 2013، بداية 2014، بمناسبة السنة الدولية للكينوا التي أطلقتها منظمة FAO. كان ذلك عبر مشروع مشترك بين عدة دول عربية وآسيوية، من بينها مصر ولبنان والعراق وإيران. عندها، رأيت فيها فرصة ثمينة للمنطقة، خاصة وأنها تتأقلم مع المياه المالحة والمناخ الجاف، ولأنها أعطت نتائج مشجعة في منطقتنا رغم ملوحة التربة والماء , تمسكت بها واكملنا زراعتها حتى بعد نهاية المشروع.
سؤال 2: كيف جاءت فكرة ربط المرأة الريفية بهذا المشروع؟
في البداية ركزنا على الكينوا كزراعة , لكن لما دخلنا مرحلة مابعد الزراعة فكانت الحلقة المفرغة هو ادماج المرأة الريفية في تطوير الكينوا منذ 2018 وانا اتواصل مع فلاحات وربات بيوت من مختلف الجهات.
سؤال 3: ما هي أهم الخطوات التي قمتِ بها لتوسيع هذه التجربة؟
أهم خطوة كانت الانضمام للاحتفال باليوم العالمي لاستهلاك الكينوا منذ 2019 , مع تغيير المكان كل سنة للنشر اكثر, التواصل مع ولايات اخرى , تنظيم ايام حقلية ودورية اخرى بالإضافة الى العمل على الاعلام سوآءا عبر التلفزيون او الاذاعات وحتى صفاحاتنا في الفيسبوك.
سؤال 4: هل توقفت التجربة عند المستوى المحلي فقط؟
بالعكس، شاركت في شبكات محلية وجهوية وعالمية، ففي سنة 2020، كنت ضمن المؤسسين لـملتقى كينوا العرب، بمشاركة خبراء من دول عربية عديدة. كنا نحلم معاً بأمن غذائي شامل،. كنت جزءاً ايضا من مشروع Quinoa4Med المتوسطي،
سؤال 5: كيف تقيمين تأثير هذا المشروع على النساء الريفيات؟
الأثر كان ملموساً جداً، فقد ساعدني المشروع في تنظيم النساء عبر انشاء اول جمعية نسوية حول الكينوا "كينوا وادي ريغ" نساء كثيرات بدأن مشاريع صغيرة، من إنتاج وتحويل الكينوا، وتعلمْن كيف يُسوّقن منتجاتهن بطريقة حديثة. اليوم، هن أكثر ثقة بأنفسهن، وأكثر ارتباطاً بأرضهن، وأكثر قدرة على الإبداع الاقتصادي، الكينوا لم تكن مجرد زراعة بديلة، بل كانت وسيلة لتحرير الطاقات الكامنة لدى المرأة الريفية في منطقة وادي ريغ بالجنوب الجزائري.
سؤال 6: ما هو شعارك في هذه المسيرة؟
دائماً أردد: نعمل معاً... ننجح معاً، في رأيي النجاح الجماعي هو سر الاستمرارية، وأنا فخورة أن أكون جزءاً من هذا التغيير الإيجابي الذي تقوده نساء الجزائر من قلب الواحات.
قصة حليمة ليست مجرد تجربة فردية، بل هي نموذج ملهم لكيفية تحويل فكرة بسيطة إلى مشروع تنموي شامل، يربط بين الفلاحة، الاقتصاد، الصحة، وتمكين المرأة، من جبال الأنديز إلى واحات الجزائر، وجدت الكينوا أرضاً خصبة في الجنوب، ووجدت فيها المرأة الريفية فرصة جديدة لتثبت أنها قادرة على صنع الفارق.
المزيد